دمشق تندد بمؤتمر عشائري ينظمه الأكراد بوصفه بـ«الخيانة»
الجيش السوري يدمر أوكارا لـ «النصرة» -
دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:
ندد مصدر مسؤول سوري بمؤتمر للعشائر تنظمه قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن في مدينة عين عيسى(شمال) بوصفه بـ«الخيانة»، بحسب ما أوردت وكالة سانا الرسمية.
ورفض القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية التي تضم فصائل كردية وعربية، مظلوم عبدي خلال المؤتمر أمس الأول أسلوب «المصالحات» الذي تقترحه دمشق من أجل تحديد مصير مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا، مبديا في الوقت ذاته استعداده للحوار مع الحكومة السورية.
وقال المصدر المسؤول في وزارة الخارجية السورية في تصريح لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): إن المؤتمر الذي انعقد في منطقة «تسيطر عليها ميليشيات مسلحة تابعة للولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى، مني بالفشل بعد مقاطعة معظم العشائر العربية له». ووصف المؤتمر بانه «التقاء العمالة والخيانة والارتهان».
وأضاف المصدر أن «مثل هذه التجمعات تجسّد بشكل لا يقبل الشك خيانة منظميها مهما حملوا من انتماءات سياسية أو إثنية أو عرقية».
وتصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا منذ العام 2012، مقابل تقلّص سلطة الحكومة في المناطق ذات الغالبية الكردية، وبعد تمكنهم لاحقاً من طرد تنظيم (داعش) من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سوريا.
وبعد انسحاب القوات النظامية تدريجياً من هذه المناطق، محتفظة بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات، لا سيما في مدينتي القامشلي والحسكة، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية لا تعترف بها دمشق.
وأكد عبدي الاستعداد «للحوار مع النظام السوري» للتوصل إلى «حل شامل». وشدد على انه لا يمكن بلوغ أي «حل حقيقي» من «دون الاعتراف بحقوق الشعب الكردي كاملة دستورياً، ومن دون الاعتراف بالإدارات الذاتية»، فضلاً عن القبول بدور قوات سوريا الديموقراطية في حماية المنطقة الواقعة تحت سيطرتها مستقبلاً.
ويودّ الأكراد في أي اتفاق مقبل مع دمشق أن يحافظوا على مكاسب حققوها إثر اندلاع النزاع في العام 2011، ويصرون على الإبقاء على المؤسسات التي بنوها في مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشمال شرق سوريا، وعلى قواتهم العسكرية التي أظهرت فعالية في قتال تنظيم داعش.
وتأخذ دمشق على القوات الكردية تحالفها مع واشنطن في الحرب ضد تنظيم داعش، والذي أعلنت في 23 مارس نهاية «خلافته» بعد أشهر من معارك واسعة خاضتها بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
ودافع عبدي عن بقاء قوات التحالف في سوريا وكذلك القوات الروسية التي تدعم منذ العام 2015 القوات النظامية في معاركها ضد الفصائل المعارضة والمتطرفة على حد سواء، وساهمت في تحقيق انتصارات كبيرة لصالح دمشق. وقال إن وجود القوتين «مشروع حتى تطهير كافة الأراضي السورية من رجس الإرهاب».
وأضاف «ما دام الإرهاب موجوداً، فإن دور قوات التحالف والقوات الروسية ما زال مطلوباً وما زال ضرورياً».
وكان الرئيس السوري بشار الأسد وضع قوات سوريا الديموقراطية أمام خيارين - اتفاقات «المصالحة» أو الحل العسكري.
وأبرمت دمشق خلال السنوات الماضية، وإثر عمليات عسكرية، اتفاقات تطلق عليها تسمية «مصالحات» في مناطق كانت تسيطر عليها فصائل معارضة. وتنص هذه الاتفاقات على إجلاء رافضي التسويات إلى مناطق خارج سيطرة القوات النظامية، على أن تعود كافة مؤسسات الدولة الإدارية والأمنية إليها.
ويصف معارضون للحكومة هذه الاتفاقات بـ«التهجير القسري». وتحدّث المرصد السوري لحقوق الإنسان (معارض) وناشطون عن قيام القوات النظامية بحملات اعتقال لمدنيين ومقاتلين بقوا في مناطقهم رغم موافقتهم على التسويات.
وفي السياق اتهمت روسيا الولايات المتحدة بالسعي لضمان وجودها في سوريا عبر الاستفادة من التشكيلات الكردية الانفصالية، معتبرة أن محاولتها تنظيم ملتقى للعشائر السورية تهدف لتقويض منصة (أستانا).
وقالت الخارجية الروسية، في بيان لها: «تتبع الولايات المتحدة بالتعاون مع حلفائها أسلوبا ممنهجا نحو تحقيق حل للأزمة السورية، يهدف استثنائيا إلى ضمان وجود طويل الأمد لها في سوريا، ويجري من أجل ذلك إشراك جزء من التشكيلات المسلحة الكردية المتميزة بميولها الانفصالية، والتي لعبت في وقت ما دورا معينا في محاربة داعش والآن تسعى بدعم الولايات المتحدة إلى إقامة كيان على غرار دولة بالجانب الشرقي من نهر الفرات».
ميدانيا، قضت وحدات من الجيش الحكومي السوري بضربات على عدد من تنظيم (جبهة النصرة) ودمرت أوكارا للتنظيم بريفي إدلب وحماة وذلك في إطار الرد على خروقات التنظيم التكفيري المتكررة لاتفاق منطقة خفض التصعيد.
ودمرت وحدات من الجيش الحكومي أوكارا لجبهة النصرة في العمقية وكفرنبودة بريف حماة الشمالي الغربي.
فيما دمرت وحدات أخرى من الجيش بضربات مركزة ومكثفة عتادا وآليات لتنظيم جبهة النصرة وتوقع عددا من القتلى بين صفوفه في قرى حاس وسفوهن واحسم والجانودية بريف إدلب.